الإرث الخالد للمؤسِّس
إرث بشير — من أرز صور، ومن نُبل فرنسا وإيطاليا وعلمهما، إلى أصالة دار GAFARI
بشير / إيفانجيلو — حامل البُشرى
اسم بشير متجذّر من التقاليد الساميّة. ففي الآراميّة (ܒܫܝܪܐ) والعربيّة (بشير) يعني «حامل البُشرى، ومُبشّر الأفراح». وقد ترجم الإغريق هذا الاسم إلى Εὐάγγελος (إيفانجيلو) أي «المبشِّر»، جسرًا بين اللغات والحضارات.
وهذه الهويّة المزدوجة — الساميّة والإغريقية، بشير وإيفانجيلو — تعكس إرث صور نفسها: مدينة على مفترق طرق الحضارات، جسر فوق البحار، ورسول خبرٍ وعلمٍ وإرث، تصل بين القارات والثقافات، كما تسعى إليه رسالة دار GAFARI.

صور — مَهد الحضارة والإرث
تنحدر أصول بشير من صور، جوهرة الساحل الفينيقي، تلك المدينة الشهيرة التي عُرفت بغابات أرزها عبر العالم القديم. كان الأرز موردًا نادرًا لا غنى عنه لدى الحضارات التي تفتقر إلى الخشب المتين — وفي مقدّمتها مصر الفرعونيّة — التي اعتمدت على الأرز الفينيقي لبناء السفن، والمعابد، والقصور، والصناعات اليدويّة. حتى الفراعنة اصطحبوا هذا الخشب معهم إلى العالم الآخر، كما تشهد بذلك سفن الأرز المدفونة بجوار الأهرامات الكبرى.
ومن هذا الميناء، قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، انطلقت أساطيل الفينيقيين — سادة الملاحة والتجارة — إلى إسبانيا وإفريقيا الشماليّة وقرطاجة وقبرص، وصولًا إلى ما وراء أعمدة هرقل (ما يعرف بمضيق جبل طارق). لم يغزوا بالسيف، بل بالتجارة والثقافة والابتكار، حاملين معهم الأبجديّة والبضائع والحكايات التي شكّلت الحضارات.
ومن صور أرسل الملك حيرام الأوّل، أمير لبنان، خشب الأرز والعمّال والبنّائين المهَرة ليساعدوا الملك داوود في بناء قصوره، ويساندوا الملك سليمان في تشييد هيكل القدس. وقد اشتهر صنّاع صور بإتقانهم للنحت في الحجر والعمل بالمعادن والخشب — إرثٌ من الصنعة المقدّسة والحرفية الإلهيّة، خُلّد في المعمار الديني والدنيوي على حدّ سواء.


الفينيقيون — آباء التجارة والحضارة
الفينيقيون دشّنوا عصر التواصل وابتكروا أسس التجارة العالميّة.
أسّسوا مستعمرات على امتداد المتوسّط — قرطاجة في شمال إفريقيا، و«كاديز» (قادش حاليًا) في إسبانيا، ومرافئ في مالطا وصقلية وسردينيا وقبرص، وصولًا إلى مضيق جبل طارق. امتازوا بالتجارة والتبادل الثقافي، وحملت أساطيلهم الفضة والذهب والزجاج، إلى جانب الصبغة الأسطوريّة الأرجوانيّة الصوريّة، المستخرجة قطرة بقطرة من أصداف الـ«موركس».
وكانت تلك الصبغة نادرة وباهظة إلى حدّ أنّها، في زمن الإمبراطوريّة الرومانيّة، صارت حكرًا على الأباطرة والملوك والكهنة العِظام. فارتداء الأرجواني كان رمزًا للسلطة والثروة والقداسة.

الأبجديّة الفينيقيّة — إرث مكتوب بالحروف
أعظم ما تركه الفينيقيون للبشرية كان الأبجديّة — أحد أوائل أنظمة الكتابة الصوتيّة.
لقد قدّموا للعالم أول أبجديّة، هدية أصبحت أساس اليونانيّة واللاتينيّة والعبريّة والعربيّة، وعشرات الكتابات الأخرى.
وبخلاف الهيروغليفيّة المعقّدة أو المسماريّة الثقيلة، بسّطت هذه الأبجديّة التعلّم ومكّنت التجّار من تدوين معاملاتهم خلال رحلاتهم، لتكون العمود الفقري اللغوي للحضارة الغربيّة. وهكذا، فإن كل كلمة تُكتب اليوم تحمل أثرًا من فينيقيا.

أوروبا — الاسم الذي خرج من صور وأُطلق على قارة
من صور الفينيقيّة أيضًا خرجت واحدة من أخلد الأساطير: أوروبا، ابنة الملك الفينيقي، التي حملها زيوس "كبير الآلهة الإغريقية عبر البحر في هيئة ثور أبيض.
خلّد اسمها في القارّة التي نعرفها اليوم بـ«أوروبا».
هذا الأسطورة تجسّد كيف ربطت الحضارة الفينيقيّة بين الشرق والغرب، بين السامي والإغريقي، بين المشرق والمغرب.

الإرث الأمومي — سلالة بريس
تيريز فيليب بريس — صوت الضمير (الإسكندرية 1919)
في الإسكندرية، في 21 كانون الثاني/يناير 1919، وقفت جدّتي الكبرى تيريز فيليب بريس أمام رجال الدين والدبلوماسيين والسفراء لتُلقي كلماتٍ ظل صداها يتردّد عبر الزمن. شاهدةً على المجاعة السورية والإبادة الأرمنية، وصفت الجوع والنفي والمجازر لا كتصورات مجردة، بل كمعاناة إنسانية محفورة على وجوهٍ رأتها بعينيها.
كان نداؤها، الذي نُشر لاحقًا بعنوان المجاعة السورية والمجازر الأرمنية، غير سياسي. لقد كان توسلاً: أن نتذكر، أن نتحرّك، أن نصون كرامة الضعفاء. ومن صوتها خرج إرثٌ أخلاقي — أن الرَّفاهية ليست فن الحرفة والثقافة فحسب، بل هي أيضًا الضمير والمسؤولية.
هذا الميراث يشكّل جزءًا من أساس دار GAFARI. فإذا كانت صور الفينيقية قد أعطت العالم السفن والتجارة والأبجديات، فإن السلالة الأمومية قد منحت صوتًا للعدالة، لتذكّرنا بأن التميّز الحقيقي لا ينفصل عن المسؤولية.

الإرث الأمومي — سلالة بريس
بريس — النبل الفرنسي، العِلم، والتيروار
في دوقية ساكسونيا القديمة، تلك الأرض ذات التاريخ الطويل والمجيد، ظهر لأول مرة اسم العائلة النبيل بريس. وبحلول نهاية القرن العاشر، كان الساكسونيون يحكمون واحدة من أقوى الدوقيات في ألمانيا.
في فرنسا، وُجد لقب بريس لأول مرة في دوقية نورماندي السابقة، حيث نشأت العائلة وحافظت على مكانتها كواحدة من أكثر العائلات تميزًا في المنطقة. وقد حصلت العائلة لاحقًا على لقب النبالة في عام 1666.
ومن بين ٢٧٢ اسمًا منقوشًا على برج إيفل، نجد اسم بريس: جاك أنطوان شارل بريس، المهندس المدني والهيدروليكي في القرن التاسع عشر. وفي قصة العائلة، أصبح ذلك النقش رمزًا وبوصلة على حد سواء.

من الإرث إلى دار GAFARI
ومن هذا النسب ولد دار GAFARI.
- كالفينيقيين، هو جسر للتجارة، لا مصنع.
- وكأرز الرب، وحّد دار GAFARI بين الحرفيّين المبدعين وأصحاب الرؤى، لتصوغ جودة تتخطّى المادة وتصنع إرثًا خالدًا.
- وكالأرجوان، تجسّدت اختياراته الندرة والحرفية والمميّزة، لمن يقدّر معنى الإرث.
بالنسبة إلى بشير، المعروف أيضًا باسم إيفانجيلو، فإن دار GAFARI هي الإرث الفينيقي المتجسّد من جديد: دارٌ ليس من حجر، بل من حرفية — فهو ليس مجرّد مشروع تجاري، بل استمرار للإرث.

بيان الإرث
من صور، مدينة الملوك وبنّائي الهياكل، إلى بلاطات أوروبا حيث كان الأرجوان رمز القوة، فإن إرثي سامي وأبدي. أنا بشير — إيفانجيلو — حامل البُشرى. ومن خلال دار GAFARI، أحمل هذا الإرث إلى الأمام: أُجَسِّر بين الحضارات، أُكَرِّم التراث، وأُشيّد دارًا للأصالة تدوم عبر الأجيال